23‏/1‏/2017

لماذا دلل رسولنا صلوات الله عليه اتباع غيرنا من الملل بجحر الضب.. وليس غيره ؟؟؟


روى الإمام البخاري في صحيحه
عن أبي سعيدالخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟".

لماذا جحر الضب؟! .........كان هذا التساؤل
 *ما ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم  هو وحي عن رب العزة ، فلماذا اختار الله تعالى جحر الضب ولم يكن جحر لحيوان آخر من المشهور عنهم الحياة داخل الجحور ، لماذا؟!

يقول أحدهم :(بعد البحث في الأمر و من خلال مرئية لأناس يصطادون ضب، وهنا كانت المفاجأة مع علمي بما قاله علمائنا بأن مقصود الحديث  التحذير من اتّباعهم!

فلو شاهدت طريقتهم في اصطياد الضب ، والتي تقوم بملئ جحره ماء و هذا الماء يتكاثر قليلا قليلا حتى يضيق المكان ،فيضطر للخروج مما يوقعه بقبضة عدوه بسهوله و دون عناء حيث أن الضب يقوم بعمل فتحة واحدة للجحر بخلاف باقي الحيوانات  تعمل عدة فتحات  بغرض التهويه والتمويه وسهولة الهروب ..

إذا جحره هلكة، مميت لمن بداخله ، قال أهل المعرفة بأن جحر الضب يجمع بين القذارة الشديدة، والضيق الشديد؛ الأمر الذي لا يدع لعاقل مجالا لرؤية أي جماليات فيه .

وعلى هذا نفهم من صياغة الحديث و واقع الجحر أن من يتبع سنن وأفعال الكافرين سيسير على خطاهم خطوة خطوة و لو بلغوا ما بلغوا من الشطط و البذاءه .
 و أعجب كيف يكون هذا ونحن من حذرنا رسولنا صلوات الله عليه  قبل ١٤٠٠ عام و لعمري تعتبر هذه نبوءه اذ كيف له أن يعلم هذا و من أين له أن يعلم أننا سننقاد لهم و ننبهر بما وصلوا له من تحضر مادي و تقني يغشي على قلوب و أبصار الكثير منا حتى ينطبق علينا مدلول هذا الكلام و هذا الغيب.

                      انه من لدن عليم حكيم). 

2‏/4‏/2016

صنعُ منْ...عملُ منُ..؟؟؟

هذا البحث ليس لمجرد الاطلاع أو المعرفة، بل هو عبادة لله تعالى، واستجابة للأمر الإلهي لنا..

                      ( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ )

 فالتفكر في خلق الله هو عبادة عظمى لا تقل أهمية عن الصلاة والصوم والزكاة، لأن هذا التفكر يهذِّب النفس ويجعل الإنسان أكثر تواضعاً أمام عظمة الخلق، بل ويزيد المؤمن إيماناً وتسليماً لله عز وجل ..

منذالأربعينات من القرن المنصرم حتى  يومنا هذا تأثرت هذه المرحلة تأثرًا كبيرًا بتطور الأجهزة مما أثر بقوة على مجرى البحوث
إن المجهر الإلكتروني وآلات التصوير المتطورة الأخرى، وقياس الشدة النسبية لأجزاء الطيف والحاسوب، ومجموعة وسائل الكشف عن البروتينات، والأحماض النووية، والكربوهيدرات المعقدة، وعزلها وتحليلها.

 يمكن أن تعتبر كلها عوامل تجعل علماء الأحياء البيولوجي اليوم في وضع يسمح لهم بإجراء تجارب كانت تبدو قبل عقد من الزمن مجرد حلم خيالي  فيمكننا اليوم أن نجري تحليلاً دقيقًا مفصلاً لسطح الخلايا خلال تمايزها

وهكذا يتجلى لنا أن الإنسانية لم تعرف أن الجنين يتكون من اختلاط نطفة الذكر وبويضة الأنثى إلا في القرن الثامن عشر، ولم يتأكد لها ذلك إلا في بداية القرن العشرين.



بينما نجد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد أكدا بصورة علمية دقيقة أن الإنسان إنما خُلق من نطفة مختلطة سماها "نطفة الأمشاج"

 فقال تعالى في سورة الإنسان..

 ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) (الإنسان:2). و معنى نطفه اي قطره



فالقرآن الكريم يقرر أن خلق الإنسان ينتقل طورًا بعد طور في بطن أمه في مثل قوله تعالى..

? يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ?       [الزمر 6 ]


تتكاثر الخلية الواحدة (النطفة الأمشاج) بالانقسام الذاتي إلى خليتين، ثم إلى أربع، ثم إلى ثمان، ثم إلى 16 ثم إلى 32 وهكذا.

إذن بداية هذا الطور مكونة من نطفة مختلطة من سائلين وتتحرك في وسط سائل، وبعد حوالي 5 ساعات على تكون البويضة الملقحة وهي الخلية الإنسانية الأولية الحاوية على 46 كروموسوم تحوي المعلومات الوراثيه

 تقدر الصفات الوراثية التي ستسود في المخلوق الجديد والصفات التي ستتنحى فلا تظهر عليه بل يمكنها أن تظهر في بعض أولاده أو أحفاده (مرحلة البرمجة الجنينية) .

وخلال الشهر الأول تتمايز الخلايا ويصبح بعضها خلايا عصبية وبعضها خلايا عظمية وبعضها خلايا عضلية.

 صنع مَن...عمل من..؟
مَن الذي يخبر هذه الخليه بوظيفتها و اختلافها عن غيرها..؟ أليس خالقها...أليس الله عزّ و جل

سبحانك الله ما عبدناك حق عبادتك...!






15‏/2‏/2016

جهاز التكييف لدى الإنسان

 من الآيات الدالة على عظمة الله عزَّ وجل الظاهرة في خلقه: أن في جسم الإنسان جهاز تكييفٍ وتبريدٍ، يعدُّ من أدق وأعقد الأجهزة, فالإنسان كائنٌ يتميزُّ بحرارةٍ ثابتة، سبع وثلاثين, فكيف يصنع لو ارتفعت الحرارة أو انخفضت, وهو لا يموت إلا بحالتين: الحالة الأولى إذا ارتفعت حرارته إلى الخامسة والأربعين مع الرطوبة المطلقة, والثانية إذا ارتفعت إلى الدرجة ستين مع الجفاف المطلق فيما دون هاتين الحالتين، الإنسان مزود بجهاز بالغ التعقيد، يثبِّت حرارته في الدرجة السابعة والثلاثين، كيف؟.
image
(تظهر الغدد العرقية ( باللون البني ) تفرز العرق عبر قنواتها إلى المسام على سطح الجلد ( باللون اﻷبيض ) و الذي يتبخر بدوره ليؤمن التبادل الحراري)

قال العلماء: يوجد في الإنسان من ثلاثة إلى أربعة ملايين غدة عرقية موزعةٌ في الجلد توزيعاً حكيماً, ففي بعض الأمكنة في السنتيمتر مربع، أربعمئة وثمانين غدة عرقية، وهو في باطن اليد, لو وصِلت هذه الغدد العرقية بعضها ببعض، لصار طولها خمسة كيلو مترات, تفرز هذه الغدد العرقية في أيام الحر من: 200 سم3 ـ 15 سم3 / س, يتبخر العرق بعد أن يفرز, و ينتشر على سطح الجلد الذي تزيد مساحته في الإنسان على: 1.8 م2، لو نشر جلد الإنسان لكانت مساحته في المتوسط: 1.8 م2، يتبخَّر هذا الماء الذي تفرزه خلايا التعرق، ومع التبخُّر يحصل ما يسمى: بالتبادل الحراري، فحينما يتبخَّر العرق، يمتص حرارةً من الجسم تعيده إلى الدرجة الثابتة .

أيها الأخوة الأكارم, حينما يبرد الإنسان تضيق الأوردة, لتخفف جولان الدم في السطح الخارجي، فيصفر لون الإنسان, لأن لمعات الأوردة والشرايين تضيق ليبقى الدم في الداخل, ليحافظ الدم على حرارته, وإذا شعر الإنسان بالحر، اتسعت الشرايين والأوردة، حتى ينتشر الدم في أوسع مساحةٍ في الجلد, أما حينما يرتجف الإنسان، فهذا الرجفان يولد طاقةً حرارية, يعوِّض بها عما فقده في المحيط الخارجي, وحينما يقف شعر الإنسان منتصباً ليحجز هواءً ساخناً بحجمٍ أكبر, فهناك آليةٌ معقدةٌ تتم إذا هبطت الحرارة على الحد المعقول، وهناك آليةٌ معقدةٌ تتم إذا ارتفعت الحرارة على الحد المعقول .أيها الأخوة الأكارم, إذا خرج 1000سم3 من العرق من الإنسان, فإنه يفقد من الحرارة ما يساوي ألفاً وثلاثمئة سعر حراري، فجهاز التكييف عند الإنسان دقيق جداً، يواجه الحر, ويواجه البرد, هذه الأسرار كلها من آيات الله الدالة على عظمته، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾
[سورة الذاريات الآية: 21]
والحمد لله رب العالمين

20‏/12‏/2015

على ماذا فُطرت النفس البشرية؟ وما قوانينها؟



 جسم الإنسان: خلقه الله في أحسن تقويم, قال تعالى:
﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾
[سورة البلد الآية: 8 - 10]
 حواس خمس، أعضاء، وأجهزة، قلب, ورئتان، كبد، وكليتان، وعضلات، وأعصاب، وعظام، وشعر، ووجه، وجلد، شيء يحير العقول, قال تعالى:
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾
[سورة التين الآية: 4 - 5]
 كما أن خلق الإنسان, كان في أحسن تقويم, جبلة النفس، هذه النفس البشرية لها جبلة، كيف أن الجسم له أجهزة، وأعضاء، وحواس, وخصائص، أعصاب حس، وأعصاب حركة، وجملة ودية، وجملة نظيرة الودية، ودماغ فيه مئة وأربعون مليار خلية، لم تعرف وظيفتها بعد، وثلاثمئة مئة ألف شعرة، ولكل شعرة شريان، وعصب، وعضلة، وغدة دهنية, وغدة صبغية، هذا التعقيد البالغ في جسم الإنسان, يقابله إعجاز في جبلة النفس، هذا الكلام ينطلق من قوله تعالى:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾
[سورة الشمس الآية: 7 -8]
 وأتمنى أن يتتبع المؤمن آيات القرآن الكريم المتعلقة بجبلة النفس، فهذه الآية من هذا الموضوع .
ما فطرت عليها النفس البشرية :

طورة أو مجبولة -أو بالتعبير الحديث-: المبرمجة على أنها تعرف ذاتياً, خطأها من صوابها، خيرها من شرها، إحسانها من إساءتها، تقواها من فجورها بالفطرة، يؤكد هذا المعنى قوله تعالى:
﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾
[سورة القيامة الآية: 14 - 15]
 هذه خصيصة .
 أيها الأخوة, الإنسان يحاسب على هذه الفطرة التي فطره الله عليها، ولو لم يلتقِ لا بنبي، ولا رسول، ولا مرشد، ولا عالم، ولم يقرأ كتاباً، ولم يسمع شريطاً، جبلة نفسه أساسها أنها: تعرف استقامتها من انحرافها، معرفة ذاتية فطرية من دون معلم، وهذه الفطرة هي التي تعذب صاحبها, حينما ينحرف، مجبولة على الكمال, فإذا خرج الإنسان عن منصوص الكمال عذبته فطرته، وهذا عبر عنه علماء النفس بالكآبة .
 مرض الكآبة: هو مرض شائع الآن بين معظم الناس، لأنهم خرجوا عن قوانين فطرتهم، وخرجوا عن منهج ربهم، ولأن أنفسهم مفطورة ومجبولة على حب الكمال، فإذا ارتكب الإنسان نقص يتألم .
 يعني: أنت لو شاهدت إنسان يظلم إنسان, تتألم, مع أن هذا الظلم لم يقع عليك، لكن أنت مجبول جبلة أنك تحب الكمال، لو سمعت قصة عدل تطرب بها أشد الطرب، لو سمعت موقفا رحيمًا تطرب له أشد الطرب، لو بلغك موقف لئيم فيه قسوة بالغة تنزعج أشد الانزعاج.
من قوانين النفس البشرية
1-أنها تحب الكمال والجمال والنوال :
 قال تعالى:
﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾
[سورة الروم الآية: 30]
((كل مولود يولد على الفطرة))
 الفطرة أن تحب الكمال، الصبغة أن تكون كاملاً .
((يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها))
 أحد قوانينها: أنها تحب المحسن، وتحب الجميل, وتحب الكريم، فالنفس جبلت على حب الكمال والجمال والنوال, هي من قوانين النفس، كل هذه قوانين .
2-أنها تخاف :
 قانون آخر: أنها تخاف، موضوع درسنا اليوم .
 الخوف: أحد خصائص النفس, جبلة جبلنا عليها، نخاف من فقد رزقنا، نخاف من فقد صحتنا, نخاف من فقد حياتنا، نخاف من أن يصاب أولادنا بمرض، نخاف من شقاء زوجي، نخاف من إذلال، نخاف من اضطهاد، نخاف من قهر, هذه فلسفة الخوف .
هذه حكمة الله من قانون الخوف في النفس البشرية :
 أيها الأخوة, فلسفة رائعة جداً، الخوف: أحد البواعث الكبرى لطاعة الله، أحد البواعث الكبرى للتوبة لله عز وجل، أحد البواعث الكبرى للصلح مع الله، أحد البواعث الكبرى كي تساق إلى باب الله، إذا لم يخف الإنسان لا يتوب، إذا لم يخف لا يصلح عمله، إذا لم يخف لا يصطلح مع الله، فالخوف باعث، والله عز وجل يقول:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾
[سورة المعارج الآية: 19]
 يعني: هكذا خلقته، أنا خلقته خائف، شديد الخوف لمصلحته, قال تعالى:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾
[سورة المعارج الآية: 19]
 هذا الضعف في أصل خلقه ولمصلحته، لأنه يخاف يتوب، لأنه يخاف يعبد الله، لأنه يخاف يتحرّى الحلال، لأنه يخاف يبتعد عن الظلم، لأنه يخاف يبتعد عن الزنا، هذا الذي لا يخاف إنسان غير سوي، إنسان خرج عن قواعد فطرته، تخاف الله بقدر معرفتك, طيب لا سمح الله، ويعصي الإنسان الله عز وجل بقدر ضعف معرفته, فكلما اشتدت معرفتك بالله عز وجل، اشتد خوفك منه .
 أشد الناس خوفاً من الله: هو رسول الله، لأنه أعظمهم معرفةً به، وأقل الناس خوفاً من الله: هو الجاهل، والخوف بقدر العلم .
 لا حظ الطبيب, حينما يبالغ في غسل الخضار والفواكه، لأنه يقول لك: هناك وباء، هناك حمى مالطية، هناك وجبة التهاب سحايا، هناك أمراض كثيرة جداً، فعلمه الشديد يدفعه إلى المبالغة في تنظيف الفواكه والخضار، وكل إنسان يخاف بقدر علمه، فالخوف إحدى خصائص النفس البشرية، خصيصة أساسية .

هذه الحالة التي ينبغي أن يجمعها المؤمن في قلبه :
 أيها الأخوة, المؤمن لا بد من أن يستقر في قلبه خوف يحمله على طاعة الله، ولا بد من أن يستقر في قلبه محبة لله, كي يقبل عليه من باب الرجاء، ولا بد من أن يستقر في قلبه تعظيم لله .
((يا رب, أي عبادك أحب إليك حتى أحبه بحبك؟ قال: أحب عبادي إلي؛ تقي القلب نقي اليدين، لا يمشي إلى أحد بسوء، أحبني, وأحب من أحبني، وحببني إلى خلقه، قال: يا رب, إنك تعلم أنني أحبك, وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال: ذكرهم بآلائي ونعمائي وبلائي, ذكرهم بآلائي كي يعظموني، وذكرهم بنعمائي كي يحبوني، وذكرهم ببلائي كي يخافوني))
 فإذا كان في قلبك تعظيم مع حب، مع خوف، فهذه حالة طيبة كاملة، في قلب المؤمن.
 أيها الأخوة الكرام, ومن رحمة الله بنا: أنه يسوق لنا الشدائد كي نخافه، ويسوق لنا الرحمات كي نحبه، ويسوق لنا الآيات كي نعظمه، وهذه تربية الله للإنسان، الآيات الباهرة كي تعظمه، التعظيم مطلوب .
تعليق لطيف :
 هناك تعليق لطيف جداً وهو: أن الحب وحده من دون تعظيم, لا يحملك على طاعته، الإنسان قد يحب أمه محبةً شديدة، لشدة عطفها عليه، ومع ذلك قد لا يطيعها، أما إذا اقترن الحب بالتعظيم, حملك على الطاعة، لذلك ربنا عز وجل قال:
﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ﴾
[سورة الحاقة الآية: 30 - 32]
 لماذا؟ قال:
﴿إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾
[سورة الحاقة الآية: 33]
 هو يؤمن بالله، ولكن لا يؤمن بالله العظيم، فالآلاء من خلالها تعظم الله عز وجل, يعني: أنت قد تلتقي بإنسان شكله لا يعجبك، لا يملأ عينك، أما إذا علمت أنه يملك أكبر ثروة فرضاً، أو إذا علمت أنه يحتل أعلى منصب، أو إذا علمت أنه يحمل أعلى شهادة، رغم شكله الذي لا يعجبك، وحجمه الصغير، وقد يكون دميمًا، تقف أمامه في منتهى الأدب، أنت تعرف عنه الشيء الكثير.
 أيها الأخوة, كلما ازدادت معرفتك بالله عز وجل، ازداد تعظيمك له، والتعظيم يحملك على طاعته .



قال تعالى:
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
[سورة هود الآية: 123]
هذا هو التوحيد :
 أخواننا الكرام, التوحيد شي رائع جداً: أن ترى يد الله وحدها تعمل، ألا ترى مع الله أحداً، لا شريكًا، ولا رجلاً قويًّا، ولا رجلاً مخيفًا، ولا رجلاً يفعل ما يهدد، كلهم دمى بيد الله عز وجل، حتى الأقوياء منهم, عصي بيد الله عز وجل.

لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك و له الحمد و هو على شيئ قدير

( الدكتور محمد راتب النابلسي-بتصرف)