10‏/2‏/2015

هل ممكن ان تكون لغتنا العربيه هي لغة البشريه الأم- بحث جدير بالتأمل:

 هل تكون اللغه العربيه هي لغة البشريه- اللغه اﻻم: ففي دراسه مستفيضه يقول الباحث فيها ان-
تكريم الخالق سبحانه لعبده آدم (عليه السلام) وذريته بعطاء إلهي عظيم هو اللغة، ثم يبين أن هذه اللغة هي وعاء الفكر وأن الإنسان لا يمكن أن يفكر إلا بلغة، وأن هذه اللغة لا يمكن أن تكون مكتسبة في أصلها من تقليد أصوات الطبيعة كما يزعم أرباب هذا الرأي المتهافت، وأن وجود اللغة سابق على وجود المجتمع البشري لأنه لا يمكن أن تكون هناك حياة بشرية اجتماعية بلا لغة.
ويعرض المؤلف بعض أقوال العلماء القدامى في أصل اللغة، وينتصر للرأي القائل بأن أصل اللغة توقيفي، وأن ما يمكن أن يكون من حظ الإنسان في صناعتها فإنما هو مستحدث لأغراض خاصة بالحياة البشرية، وأنه ليس أكثر من استخدام للطاقات الموهوبة للإنسان من الله تعالى، وتفعيل دائرته اللغوية وتعزيز قدراته التعبيرية.
القرآن الكريم أعظم مصدر للدراسات اللغوية
ويوثق الباحث الصلة بين بحثه باعتباره أعظم مصدر تفيد منه الدراسات اللغوية، لأنه الوثيقة الإلهية الوحيدة المعصومة التي لم يتطرق إليها تحريف ولا تبديل، فنبؤها هو الأعظم وخبرها هو الأصدق، ويُكثر الباحث من الاستشهاد بآيات القرآن الكريم، فيتحدث عن قوله تعالى: "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم" (الروم (22)) ويفسر اختلاف المذكور في الآية بأنه طارئ على الأصل الذي يقتضي وحدة اللغة الأولى ويقتضي تعدد الفروع وتنوعها كما تعددت القبائل وتفرعت واختلفت مع أنها ترجع في الأصل إلى مجتمع واحد.
ثم ينتقل إلى الحديث عن خصوصية اللغة العربية التي أبرزتها آيات القرآن الكريم (الذي هو المعجزة الإلهية البيانية) التي تحدّى الله تعالى بها أرباب الفصاحة والبلاغة فاستسلموا أمام إعجازها الباهر.
مكة المكرمة موطن المجتمع البشري الأول-
ويحدثنا بعد ذلكم تحت عنوان: "اللغة العربية عبر التاريخ" عن ابتداء الحياة البشرية الأولى على الأرض بآدم أبي البشر (عليه السلام) ويستند إلى آيات القرآن الكريم ليدلل بها على أن آدم عاش في مكة وأن الأرض شهدت ميلاد المجتمع البشري الأول في تلك البقعة المباركة "إنّ أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين" (آل عمران/ 96) ومنها كان انطلاقه في الأرض وخروجه إلى بقاعها المختلفة، حيث تبدأ رحلة التفرع والانقسام اللغوية تبعاً لرحلة التفرع والانقسام الاجتماعي، متأثرة بعوامل البيئة وظروف الحياة الجديدة، وآخذة في الابتعاد مع الزمن ومع تنوع التجربة الحياتية والبيئية عن الأصول الأولى: لتتولد بذلك لهجات يظهر اختلافها ويبدو تباينها شاهداً على حركة الإنسان وتفاعله مع ظروف الحياة، وتغيّر الزمان والمكان.
الدراسة المعجمية المقارنة التي أجراها الباحث على نحو خمسمائة كلمة إنجليزية متسلسلة حسب الترتيب الهجائي في قاموس المورد، بدءاً من أول كلمة في حرف A وهي ِِِAardالتي أصلها العربي (أرض) ثم مجموعة الكلمات من حرف B ثم مجموعة من حرف C وبعض الكلمات من حروف أخرى، وليست هذه الكلمات هي كل ما ورد في القاموس تحت هذه الأحرف، بل هي على الأغلب الجذور التي تشتق منها صيغَها الأخرى، كما أن الدراسة استبعدت الكلمات الدالة على مسميات المخترعات وأسماء العلوم والمصطلحات العلمية المشتركة بين كثير من اللغات، وركزت الجهد على دراسة الكلمات الأصلية والجذور اللغوية.
ولا شك أن المقابلة بين الكلمات قد تبدو غريبة بعيدة التوافق للوهلة الأولى، ولكن هذه الغرابة تزول، وذلك التوافق الغائب يبرز أمام القارئ كلما اقترب من الكلمات وأعمل فيها النظر والتأمل، مدركاً مدى التحول الذي طرأ على الحروف والكلمات عبر التاريخ، ناظراً إلى احتمالات انحراف اللسان عن اللفظ الأصلي للحروف والكلمات.
وأخيراًفإن المؤلف قد نجح في لفت أنظارنا إلى لغتنا لا باعتبارها واحدة من اللغات المتميزة في العالم، بل بصفتها لغة البشرية الأولى، ذلك أن عودة جذور الإنجليزية إلى العربية برغم ما يفصل بينهما من ظروف الزمان والمكان واختلاف اللسان والإنسان لهي دليل علمي مادي ملموس على أن الأسرة اللغوية التي تعد الإنجليزية إحدى بناتها تنتمي إلى الأصل العربي.
إن هذه النتيجة العظيمة تتطلب مزيداً من الجهود العلمية التي تدعمها وتستحث المتخصصين في الدراسات اللغوية من العلماء العرب على النظر إلى هذه الدراسة بما تستحقه من الاحترام والاهتمام.
اللغه السريانيه و علاقة العربيه بها و ما هي لغة سيدنا عيسى-
الأقوام السامية أصلهم واحد، وقد هاجرت قبائلهم من الجزيرة العربية إلى العراق والشام ومصر والحبشة وشمال إفريقيا في أوقات مختلفة في التاريخ. ومن الطبيعي أن تتغير اللغة مع تغير الزمن.
فسواء كانت العربية هي الأصل أم السريانية أم لغة ساميّة بائدة، فلغات بابل وآشور ولغات الآراميين والكنعانيين والفينيقيين والمصريين كلها لها أصول مشتركة. وأما لغة اليهود المسماة بالعبرانية، فهي بالأصل لغة أسيادهم المصريين أيام العبودية، ثم تغيرت مع الزمن، لكنها بقيت متأثرة بلغات الكنعانيين بحكم اختلاطهم معاً. وحسبك أن التوراة نفسها تعتبر أنه لما دخل اليهود للقدس بقيادة يوشع بن نون، لم يطردوا أهلها الأصليين بل إنهم سكنوا بجانبهم.

ثم انقسمت مملكة اليهود بعد سليمان عليه السلام إلى دويلة يهودا بالشمال أي بالجليل وفيها الأسباط العشرة، وقد حاربها الأرميون كثيراً بخاصة ملك دمشق (حتى صارت هذه المدينة رمزاً للخوف عندهم)، ثم جاء الآشوريون وقضوا عليها تماماً وقاموا بسبي اليهود وتشريدهم تماماً في شمال العراق بين الأكراد والآشوريين حتى ضاعوا فيما بعد تماماً (ومنهم يونس عليه السلام). وبقي سبطين لبني إسرائيل في دويلة محدودة بالقدس. ثم جاء القائد البابلي الكلداني المظفر نبوخذ نصر، فهزمهم ودمّر المعبد وألواح التوراة، وسبى بني إسرائيل إلى بابل. وبقوا هناك لفترة طويلة حتى جاء المجوس الفرس فحرروهم وأذنوا لهم بالعودة إلى القدس، وهذا يشرح لك صلات المحبة بين الشيعة واليهود اليوم.
وعموماً فاليهود يعترفون أن التوراة إنما كتبها لهم عزير (عازر) من ذاكرته بعد أن ظنوا أنها قد ضاعت تماماً. وكثير من المعتقدات اليهودية قد جاءت وتسربت من الأساطير البابلية. ويظهر لدي أن عادة النسيء قد جاءت من تلك الفترة.
عموماً فلغات كل هؤلاء الأقوام متشابهة فعلاً. وقد انتشرت الآرامية كثيراً بسبب الفينيقيين حتى صارت لغة التجارة العالمية، لدرجة أن كثيرا من الشعوب بما فيهم اليهود قد هجروا لغاتهم وتكلموا السريانية فحسب. وهذا سبب كونها لغة الإنجيل. ولا يمنع هذا أن عيسى عليه السلام كان يتقن العبرانية لغة التوراة حيث بقي الأحبار يتعلمونها.
أما الاتينية فلغة سكان روما. وهم -كغيرهم من الأوربيين- ينتمون إلى الشعوب الهندو-أوربية والتي يتكون منها عامة الأوربيين والفرس والنّوَر والأكراد وعامة الهنود (بخاصة الآريين). واللغة اللاتينية هي إحدى تلك اللغات، وقد انتشرت بانتشار الإمبرطورية الرومانية. وقد تأثرت بالإغريقية نتيجة افتقاد الرومان إلى تراث حضاري.
أما اللغة الإنكليزية فقد تشكلت بعد تفكك الإمبرطورية الرومانية وغزو قبائل جرمانية (ألمانية) من البرابرة (كما يسميهم الرومان) لجزيرة بريطانيا واختلاطهم بالسكان المحليين هناك. ثم إعيد تشكيلها عندما غزا النورمانديين من شمال فرنسا بقيادة وليم جزيرة بريطانيا فاختلطت أكثر مع اللغة الفرنسية المشتقة من اللاتينية (مع مفردات من لغات سكان الغال والبرابرة).
يعني الخلاصة العبرانية مأخوذة من السريانية (أو العربية) أي أنها لغة ساميّة، بينما الإنكليزية من اللغات الهندو أوربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق