2‏/8‏/2015

الصالحيه حي عريق في دمشق ما علاقة تسميته بالشيخ الجليل أحمد بن قدامى المقدسي....

هل تعلم بأن حي الصالحيه العريق في دمشق سمي نسبة للشيخ احمد بن قدامى المقدسي الشهير ...؟
بنو قدامة
في الحروب الصليبية كانت مقاطعة نابلس من نصيب أمير فرنسي ظالم كان اسمه باليان بن بارزان، وكان يعامل أهل مقاطعته أسوأ معاملة، فحينما يفرض جيرانه من الصليبيين على من تحت يده ديناراً أخذ هو من كل واحد منهم أربعة دنانير، وهكذا كانت معاملته في كل الأمور. وكان في قرية جَمَّاعيل -ويدعونها في عصرنا هذا جماعين- فقيه صالح يقرأ للناس دروس العلم ويعظهم في بعض الأحيان. وبلغ الأمير الفرنسي ما يقوم به الشيخ أحمد بن قدامة من هذه الدروس فعزم على قتله، وبلغ ذلك الشيخ أحمد بن قدامة فلم ير أمامه إلا الفرار إلى مدينة دمشق والالتجاء إلى ملكها نور الدين محمود بن زنكي وفي سنة 551 هـ فر الشيخ أحمد بن قدامة من جبل نابلس إلى مدينة دمشق مع بعض أقاربه، ونزل هو وأقاربه بمسجد خارج الباب الشرقي أحد أبواب دمشق في مسجد يقال له: "مسجد أبي صالح"، وأخذت الهجرات تتابع بعد ذلك وتنضم إليه في هذا المسجد، وكان هذا المسجد موقعه غير صحي وهواء تلك الجهة رديئاً وأصابهم الوباء، وأخذوا يتوفون الواحد تلو الواحد، وضاق صدر الشيخ أحمد بن قدامة من هذا الحادث،

- فأرسل رسلاً من جماعته يفتشون على محل هواؤه صحي، فدلهم أحد جماعته على سفح جبل قاسيون وذهبوا إليها فوجدوا موقعها حسناً. فذهبوا إلى الصالحية وبنوا المدرسة العمرية، وغربها بنوا داراً فسيحة تحيط بها غرف من جميع جهاتها دعيت تلك الدار "بدير الحنابلة" وكان هذان البناءان على ضفة نهر يزيد. وكان الناس يبرونهم ويهدونهم الطعام والملابس ويدعونهم بالصالحين فسموا بالصالحين وسمي لحف جبل قاسيون بالصالحية من ذلك الوقت. وأنشأ الناس فيها دوراً، فأصبحت بعد ذلك بليدة زاهرة جديدة.
وأنجب الشيخ أحمد بن قدامة ولدين نجيبين أحدهما الشيخ أبو عمر والآخر موفق الدين.
أما أبو عمر واسمه محمد فتولى شؤونهم الإدارية، وأنشأ الدير الحنبلي والمدرسة العمرية، ولد بجماعيل (528) هـ وتوفي بدمشق سنة (608) ودفن بالصالحية.
أما موفق الدين، فاسمه عبد الله وهو الأخ الأصغر ولد سنة (541) بجماعيل وهاجر مع أبيه إلى دمشق، وسكن داراً قرب الجامع الأموي، ويقيم بهذا الجامع في قاعة الحنابلة قرب محرابهم، وهو مؤلف كتاب "المغني" الشهير بالفقه الحنبلي وغيره كثيراً من المؤلفات، وتوفي بدمشق سنة (620) ودفن في الصالحية قرب مقبرة أهله وله أولاد وبنات ماتوا في حياته وانقطع عقبه.
وما خرج من العلماء من بني قدامة منهم من سلالة الشيخ أبي عمر.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق