الدعاء و الاستغاثة :
* الدعاء:
الدعاء من أخص العبادات لله عز وجل، قال تعالى : (وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ، فلو جاز لأحد أن يدعو أحدا غير الله لبين الله ذلك في كتابه ، ولأمر الله عز وجل أن يُدعا معه في كتابه الكريم،بل قال لك: إني قريب فاستجب لى وادعنى إن كنت مؤمنا؛
وقال تعالى (وقال ربكم ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين).فانظر كيف سمى الله الدعاء عبادة (ادعونى..عبادتي).
وقال تعالى : {{إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين , ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها , أم لهم أعين يبصرون بها ,أم لهم آذان يسمعون بها }}.
و قال تعالى : {{ والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير , إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم , ولا ينبئك مثل خبير }}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : الدعاء هو العبادة ". رواه الترمذي وصححه الألباني – رحمه الله تعالى - .
الدعاء لغة هو السؤال ، و أقسام الدعاء : قسمان:
القسم الأول : دعاء الله عز وجل ،
وهو نوعان :
الأول : دعاء عبادة وطلب :
وهو جميع العبادات من صلاة وصيام وحج وزكاة ، فأنت تدعو الله بهذه العبادات بلسان الحال أن يتجاوز عنك ، وأن يجيرك من النار ، وأن يدخلك الجنة ، فحقيقة الأمر أن المتعبد يرجو بلسان حاله رحمة الله ويخاف عقابه ،
والثاني : دعاء عبادة ومسألة :
وهذا يكون بلسان المقال ، فيسأل الله تعالى أن يجلب له النفع ، ويدفع عنه الشر بلسانه ، مثل : اللهم ! اغفر لي يا غفور وهكذا .
القسم الثاني : دعاء غير الله عزوجل (المخلوق) :
وهو قسمان :
القسم الأول : أن يكون في دعاء العبادة فهذا شرك مطلقا لا تفصيل فيه .
والقسم الثاني : أن يكون في دعاء المسألة :
وهذا أنواع :
1- أن يكون دعاءً لمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ، كإنزال المطر أو شفاء المريض ، أو الإخبار عن المغيبات فهذا شرك أكبر .
2- أن يكون دعاء لغائب غير حاضر فهذا أيضا شرك أكبر.
3- أن يكون دعاء للأموات والمقبورين فهذا أيضا شرك أكبر ، وهذان النوعان – أعني رقم2 ، ورقم 3 - شرك أكبر ، لأنه ما دعاهما إلا وهو يعتقد أن لهما تصرفا في الكون .
4- أن يدعو حيا حاضرا قادرا ، فهذا جائز ، قال النبي ( وإذا دعاكم فأجيبوه ) ، وقال تعالى ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ).
والصحيح أن الدعاء قسمان ، قسم يصحبه خوفٌ ووجلٌ ورغبةٌ ورهبةٌ وتعظيمٌ للمدعو ، وهذا لا يجوز أن يصرف لغير الله لأن هذا النوع عبادة كما جاء في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه في سنن الترمذي وقال عنه حديث حسن ، وجوّد إسناده الحافظ في ( الفتح ) وحسنه السخاوي كذلك ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدعاء هو العبادة ) فيدخل في ذلك دعاء المسألة والطلب ودعاء الثناء والعبادة ، فهذان القسمان اللذان ذُكرا سلفاً يدخلان في هذا النوع الذي يخالطه الرغبة والرهبة والرجاء والتعظيم للمدعو .
وأما النوع الثاني فهو من باب النداء والدعوة التي لا يصاحبها شيء من معاني القسم الأول لا رجاءً ولا خوفاً ولا تعظيماً للمدعو . وهذا وارد في لسان الشارع وهو جائز . ومثال ذلك ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في حقوق المسلم على أخيه ( فإذا دعاك فأجبه ) فالمقصود بالدعاء هنا المناداة والدعوة إلى وليمة ونحوها.
* الاستغاثة :
الاستغاثة فهي : طلب الغوث عند نزول شدة . هذا هو المعنى الذي قرره أئمة اللغة . قال ابن فارس ( الغوث كلمة واحدة من الإغاثة وهي طلب النُصرة والإعانة عند الشدّة ) فقيّد رحمه الله الأمر بنزول الشدائد ، ومن ثم يعرف أن الاستغاثة أخص من الدعاء مطلقاً إذ إن الدعاء قد يكون عند نزول شدة وقد يكون في حال الرخاء ، وهذا متعلق بدعاء المسألة لا بدعاء العبادة والثناء.
الشرط الأول فمتعلق بالشيء الذي يراد الاستغاثة منه ، وهو ألاّ يكون من خصائص الله سبحانه وتعالى ، وأن يقدر عليه جنس بني آدم .
• وأما الشرط الثاني فمتعلق بالمستغاث به ، وفيه أمران :ــ
ـ الأول : أن يكون حياً .
ـ والثاني : أن يكون حاضراً .
فإذا توفر هذان الشرطان صح الدعاء و الاستعاذة و الاستغاثة بغير الله ، وجاز أن يستغيث مخلوق بمخلوق مثله ، وإما إن انتفت هذه الشروط أو بعضها فإن الدعاء والاستعاذة و الاستغاثة تكون شركيةفالخالص : ما قصد به وجه الله ، والدليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : " إنما الأعمال بالنيات " أخرجاه.
والصواب : ما كان على شريعة الله ، والدليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ، فهو رد " أخرجه مسلم والبخاري معلقا.
ولهذا قال العلماء : هذان الحديثان ميزان الأعمال ، فالأول : ميزان الأعمال الباطنة . والثاني : ميزان الأعمال الظاهرة .
والحمد لله رب العالمين
كتب عن علي الفضلي
* الدعاء:
الدعاء من أخص العبادات لله عز وجل، قال تعالى : (وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ، فلو جاز لأحد أن يدعو أحدا غير الله لبين الله ذلك في كتابه ، ولأمر الله عز وجل أن يُدعا معه في كتابه الكريم،بل قال لك: إني قريب فاستجب لى وادعنى إن كنت مؤمنا؛
وقال تعالى (وقال ربكم ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين).فانظر كيف سمى الله الدعاء عبادة (ادعونى..عبادتي).
وقال تعالى : {{إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين , ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها , أم لهم أعين يبصرون بها ,أم لهم آذان يسمعون بها }}.
و قال تعالى : {{ والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير , إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم , ولا ينبئك مثل خبير }}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : الدعاء هو العبادة ". رواه الترمذي وصححه الألباني – رحمه الله تعالى - .
الدعاء لغة هو السؤال ، و أقسام الدعاء : قسمان:
القسم الأول : دعاء الله عز وجل ،
وهو نوعان :
الأول : دعاء عبادة وطلب :
وهو جميع العبادات من صلاة وصيام وحج وزكاة ، فأنت تدعو الله بهذه العبادات بلسان الحال أن يتجاوز عنك ، وأن يجيرك من النار ، وأن يدخلك الجنة ، فحقيقة الأمر أن المتعبد يرجو بلسان حاله رحمة الله ويخاف عقابه ،
والثاني : دعاء عبادة ومسألة :
وهذا يكون بلسان المقال ، فيسأل الله تعالى أن يجلب له النفع ، ويدفع عنه الشر بلسانه ، مثل : اللهم ! اغفر لي يا غفور وهكذا .
القسم الثاني : دعاء غير الله عزوجل (المخلوق) :
وهو قسمان :
القسم الأول : أن يكون في دعاء العبادة فهذا شرك مطلقا لا تفصيل فيه .
والقسم الثاني : أن يكون في دعاء المسألة :
وهذا أنواع :
1- أن يكون دعاءً لمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ، كإنزال المطر أو شفاء المريض ، أو الإخبار عن المغيبات فهذا شرك أكبر .
2- أن يكون دعاء لغائب غير حاضر فهذا أيضا شرك أكبر.
3- أن يكون دعاء للأموات والمقبورين فهذا أيضا شرك أكبر ، وهذان النوعان – أعني رقم2 ، ورقم 3 - شرك أكبر ، لأنه ما دعاهما إلا وهو يعتقد أن لهما تصرفا في الكون .
4- أن يدعو حيا حاضرا قادرا ، فهذا جائز ، قال النبي ( وإذا دعاكم فأجيبوه ) ، وقال تعالى ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ).
والصحيح أن الدعاء قسمان ، قسم يصحبه خوفٌ ووجلٌ ورغبةٌ ورهبةٌ وتعظيمٌ للمدعو ، وهذا لا يجوز أن يصرف لغير الله لأن هذا النوع عبادة كما جاء في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه في سنن الترمذي وقال عنه حديث حسن ، وجوّد إسناده الحافظ في ( الفتح ) وحسنه السخاوي كذلك ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدعاء هو العبادة ) فيدخل في ذلك دعاء المسألة والطلب ودعاء الثناء والعبادة ، فهذان القسمان اللذان ذُكرا سلفاً يدخلان في هذا النوع الذي يخالطه الرغبة والرهبة والرجاء والتعظيم للمدعو .
وأما النوع الثاني فهو من باب النداء والدعوة التي لا يصاحبها شيء من معاني القسم الأول لا رجاءً ولا خوفاً ولا تعظيماً للمدعو . وهذا وارد في لسان الشارع وهو جائز . ومثال ذلك ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في حقوق المسلم على أخيه ( فإذا دعاك فأجبه ) فالمقصود بالدعاء هنا المناداة والدعوة إلى وليمة ونحوها.
* الاستغاثة :
الاستغاثة فهي : طلب الغوث عند نزول شدة . هذا هو المعنى الذي قرره أئمة اللغة . قال ابن فارس ( الغوث كلمة واحدة من الإغاثة وهي طلب النُصرة والإعانة عند الشدّة ) فقيّد رحمه الله الأمر بنزول الشدائد ، ومن ثم يعرف أن الاستغاثة أخص من الدعاء مطلقاً إذ إن الدعاء قد يكون عند نزول شدة وقد يكون في حال الرخاء ، وهذا متعلق بدعاء المسألة لا بدعاء العبادة والثناء.
الشرط الأول فمتعلق بالشيء الذي يراد الاستغاثة منه ، وهو ألاّ يكون من خصائص الله سبحانه وتعالى ، وأن يقدر عليه جنس بني آدم .
• وأما الشرط الثاني فمتعلق بالمستغاث به ، وفيه أمران :ــ
ـ الأول : أن يكون حياً .
ـ والثاني : أن يكون حاضراً .
فإذا توفر هذان الشرطان صح الدعاء و الاستعاذة و الاستغاثة بغير الله ، وجاز أن يستغيث مخلوق بمخلوق مثله ، وإما إن انتفت هذه الشروط أو بعضها فإن الدعاء والاستعاذة و الاستغاثة تكون شركيةفالخالص : ما قصد به وجه الله ، والدليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : " إنما الأعمال بالنيات " أخرجاه.
والصواب : ما كان على شريعة الله ، والدليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ، فهو رد " أخرجه مسلم والبخاري معلقا.
ولهذا قال العلماء : هذان الحديثان ميزان الأعمال ، فالأول : ميزان الأعمال الباطنة . والثاني : ميزان الأعمال الظاهرة .
والحمد لله رب العالمين
كتب عن علي الفضلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق